كيف تؤثر المشاعر المكبوتة على امتصاص جسمك للعناصر الغذائية؟
How Suppressed Emotions Affect Your Body’s Ability to Absorb Nutrients 🧠🌿
🧩 مقدمة:
هل سبق وشعرت بأنك تتّبع نظامًا غذائيًا صحيًا، تتناول المكملات الغذائية بانتظام، ومع ذلك لا تلاحظ أي تحسن واضح في صحتك؟
ربما المشكلة ليست في نوع الطعام... بل في ما تحمله بداخلك من مشاعر غير معبَّر عنها.
في هذا المقال، نكشف العلاقة العميقة بين المشاعر المكبوتة وقدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية، وكيف يمكن لصحتك النفسية أن تتحكم في استفادة جسمك من الطعام!
🔄 أولاً: ما الرابط بين المشاعر والهضم؟
قد يبدو الأمر غريبًا في البداية، لكن العلم يؤكد وجود اتصال مباشر بين الدماغ والجهاز الهضمي، ويُعرف هذا الاتصال بـ محور الأمعاء والدماغ (Gut-Brain Axis).
الجهاز الهضمي يحتوي على شبكة عصبية ضخمة تُعرف باسم الجهاز العصبي المعوي (Enteric Nervous System)، ولهذا يُلقَّب بـ "الدماغ الثاني".
وعند تعرضك لمشاعر مثل القلق، الحزن، التوتر، أو الغضب، يبدأ جسمك في إفراز الكورتيزول (Cortisol)، وهو هرمون التوتر الذي يؤثر بشكل مباشر على عملية الهضم وامتصاص العناصر الغذائية.
🚫 كيف تمنع المشاعر المكبوتة الجسم من امتصاص الفيتامينات؟
1. التأثير على حمض المعدة
المشاعر السلبية المزمنة تقلل من إفراز حمض المعدة الضروري لهضم البروتينات والمعادن مثل الحديد، الزنك، والماغنيسيوم.
نتيجة ذلك؟ يصبح امتصاص هذه العناصر أصعب، حتى لو كانت متوفرة بكثرة في طعامك.
2. خلل في البكتيريا النافعة (الميكروبيوم Microbiome)
التوتر والقلق المستمران يغيران توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء، مما يضعف قدرة الجسم على إنتاج وامتصاص فيتامينات مهمة مثل B12 وK وD.
3. إبطاء حركة الجهاز الهضمي
التوتر الناتج عن كبت المشاعر قد يؤدي إلى بطء أو اضطراب في حركة الأمعاء، مما يؤثر سلبًا على الهضم وامتصاص المغذيات.
💬 أمثلة لحالات شائعة:
-
شخص يتّبع حمية متوازنة لكن يشعر بالتعب باستمرار → قد يكون السبب ضغط نفسي غير معالج.
-
سيدة تأخذ مكملات حديد ولكن التحاليل لا تتحسن → الجهاز الهضمي لا يمتص العناصر بسبب توتر داخلي أو حزن مكبوت.
-
شاب رياضي يعاني من اضطرابات هضمية رغم اهتمامه بالأكل → القلق المزمن قد يكون السبب الخفي.
🧘♀️ كيف تحسّن صحتك النفسية ليستفيد جسمك من طعامك؟
✅ عبّر عن مشاعرك
-
لا تكبت مشاعرك... تحدّث، اكتب، شارك.
-
الكتابة اليومية أو ما يُعرف بـ "التفريغ العاطفي" له تأثير مباشر على خفض التوتر.
✅ مارس التأمل وتمارين التنفس
-
التنفس العميق يقلل من مستويات الكورتيزول، ويُعيد للجسم توازنه العصبي والهضمي.
✅ استعن بالمساعدة النفسية عند الحاجة
-
لا تتردد في زيارة معالج نفسي إذا شعرت أن المشاعر تؤثر على حياتك الجسدية.
✅ تحرّك بوعي
-
المشي في الطبيعة، قضاء وقت مع أشخاص إيجابيين،، كلها أدوات فعالة لتحرير المشاعر وتحسين وظائف الجسم.
🥦 خلاصة:
الجسم ليس مجرد آلة تأكل وتهضم...
إنه كائن حساس يتأثر بما نشعر به ونكتمه.
إذا كنت تهتم بالتغذية الصحية، فلا تهمل صحتك النفسية.
فما لم تُهضَم المشاعر، لن يُهضَم الطعام جيدًا.
ابدأ من الداخل، وسيشكرك جسدك من الخارج.